سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٤٧
وخرج عليه خلق من كتامة، فظفر بحيلة وقتلهم (1).
وخرج عليه أهل طرابلس، فجهز ولده القائم، فافتتحها عنوة، وافتتح برقة (2)، ثم افتتح صقلية (3)، وجهز القائم مرتين لاخذ مصر، ويرجع مهزوما (4). وبنى المهدية في سنة ثمان وثلاث مئة (5).
وخلف ستة بنين، وسبع بنات. وآخرهم وفاة أحمد، عاش إلى سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة بمصر.
وفي أيام المهدي، عاثت القرامطة بالبحرين، وأخذوا الحجيج، وقتلوا وسبوا، واستباحوا حرم الله، وقلعوا الحجر الأسود. وكان عبيد الله يكاتبهم، ويحرضهم، قاتله الله.
وقد ذكرت في " تاريخ الاسلام " أن في سنة سبعين ومئتين ظهرت دعوة المهدي باليمن، وكان قد سير داعيين أبا القاسم بن حوشب الكوفي، وأبا الحسن، وزعم أنه ابن محمد بن إسماعيل بن الصادق جعفر بن محمد (6).
ونقل المؤيد الحموي في " تاريخه " (7) أن المهدي اسمه فيما

(١) " الكامل ": ٨ / ٥٣.
(٢) " البيان المغرب ": ١ / ١٦٨ - ١٦٩.
(٣) هكذا ضبطت في الأصل. وفي " معجم البلدان ": ٣ / ٤١٦ " بثلاث كسرات وتشديد اللام، والياء أيضا مشددة " وهي جزيرة من جزائر بحر المغرب مقابلة أفريقية.
(٤) " البيان المغرب ": ١ / ١٧١ - ١٧٣.
(٥) انتقل المهدي إليها في السنة المذكورة، وكان قد بدأ في بنائها سنة / ٣٠٣ / ه‍ على أصح الأقوال.
(٦) تاريخ الاسلام للذهبي حوادث سنة / ٢٧٠ / ه‍.
(٧) هو إسماعيل بن علي بن محمود، الملك المؤيد، صاحب حماه، مؤرخ، جغرافي. وتاريخه المشار إليه هو " المختصر في أخبار البشر " مطبوع. توفي الملك المؤيد سنة / ٧٣٢ / ه‍. انظر ترجمته في " الدرر الكامنة ": 1 / 396 - 399.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»