فقال: إن الامام كان بسلمية قد نزل عند يهودي عطار يعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره، ثم مات عبيد عن ولدين فأسلما هما وأمهما على يد الامام، وتزوج بها، وبقي مختفيا. وبقي الاخوان في دكان العطر. فولدت للامام ابنين، فعند اجتماعي به سألته أي الاثنين إمامي بعدك؟ فقال: من أتاك منهما فهو إمامك. فسيرت أخي لاحضارهما، فوجد أباهما قد مات هو وابنه الواحد. فأتى بهذا. وقد خفت أن يكون أحد ولدي عبيد. فقالوا: وما أنكرت منه؟ قال: إن الامام يعلم الكائنات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين. ونص الامر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يوما، يعني:
الولد. ولو كان إماما لعلم بموته. قالوا: ثم ماذا؟ قال: والامام لا يلبس الحرير والذهب. وهذا قد لبسهما. وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره. وهذا قد وطئ نساء زيادة الله، يعني: متولي المغرب. قال: فشككت كتامة في أمره، وقالوا: فما ترى؟ قال: قبضه ثم نسير من يكشف لنا عن أولاد الامام على الحقيقة. فأجمعوا أمرهم. وخف كبير كتامة فواجه المهدي، وقال: قد شككنا فيك، فائت بآية. فأجابه بأجوبة، قبلها عقله. وقال:
إنكم تيقنتم، واليقين لا يزول إلا بيقين لا بشك. وإن الطفل لم يمت، وإنه إمامك، وإنما الأئمة ينتقلون، وقد انتقل لاصلاح جهة أخرى. قال:
آمنت، فما لبسك الحرير؟ قال: أنا نائب الشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي، وزيادة الله كان عاصيا.
وأما عبد الله الشيعي وأخوه، فإنهما أخذا يخببان (1) عليه فقتلهما.