سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٤٣
وقد صنف ابن الباقلاني وغيره من الأئمة في هتك مقالات العبيدية، وبطلان نسبهم. فهذا نسبهم، وهذه نحلتهم. وقد سقت في حوادث " تاريخنا " من أحوال هؤلاء وأخبارهم في تفاريق السنين عجائب.
وكان هذا من أهل سلمية (1) له غور، وفيه دهاء ومكر، وله همة علية، فسرى على أنموذج علي بن محمد الخبيث (2)، صاحب الزنج الذي خرب البصرة وغيرها، وتملك بضع عشرة سنة. وأهلك البلاد والعباد. وكان بلاء على الأمة، فقتل سنة سبعين ومئتين.
فرأى عبيد الله أن ما يرومه من الملك، لا ينبغي أن يكون ظهوره بالعراق ولا بالشام، فبعث أولا له داعيين شيطانين داهيتين، وهما الاخوان أبو عبد الله الشيعي (3)، وأخوه أبو العباس، فظهر أحدهما باليمن، والاخر بأفريقية، وأظهر كل منهما الزهد والتأله، وأدبا أولاد الناس، وشوقا إلى الإمام المهدي (4).

(١) بليدة بالشام من أعمال حمص.
(٢) من كبار أصحاب الفتن في العهد العباسي، وفتنته مشهورة في كتب التاريخ بفتنة الزنج، لان أكثر أنصاره منهم. ظهر في أيام المهتدي بالله العباسي / ٢٥٥ / ه‍. وعجز عن قتاله الخلفاء. حتى ظفر به الموفق بالله أيام المعتمد فقتله وبعث برأسه إلى بغداد. أخباره في " الكامل ": ٧ / ٢٠٥ وما بعدها.
(٣) هو الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، كان من الدهاة، وقد مهد القواعد للمهدي، ووطد له البلاد، قتله المهدي مع أخيه سنة / ٢٩٨ / ه‍.
انظر " الحلة السيراء ": ١ / ١٩٤ - ١٩٥، و " وفيات الأعيان ": ٢ / ٢٩٢ - ٢٩٣ و " الوافي بالوفيات ": 12 / 328 - 329.
(4) " الكامل ": 8 / 31 - 34.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»