سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٨
جزء، وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدا، وأخذني العطش فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جارتي مستسلما للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء؟ ولا من أين راح؟.
وفي " الطبقات " لأبي إسحاق: ولد محمد بن نصر ببغداد، ونشأ بنيسابور، واستوطن سمرقند.
وروي عنه [أنه] قال: لم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أغفيت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم [في المنام]، فقلت:
يا رسول الله! أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان وقال: تقول رأي؟ ليس [هو] بالرأي، هو رد على من خالف سنتي. فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي (1).
قال أبو إسحاق: وصنف ابن نصر كتبا، ضمنها الآثار والفقه، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الاحكام، وصنف كتابا فيما خالف أبو حنيفة عليا وابن مسعود. قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف إلا كتاب: " القسامة " لكان من أفقه الناس، كيف وقد صنف سواه؟!
قال الوزير أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي (2): سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوما للمظالم، وجلس

(1) الخبر مطولا في " طبقات الشيرازي " ص 106 107 وما بين حاصرتين منه.
وانظر أيضا " طبقات السبكي " 2 / 249.
(2) بفتح الباء الموحدة " وسكون اللام، وفتح العين المهملة وفي آخرها الميم: نسبة إلى " بلعم " بلدة من بلاد الروم. وفي سبب نسبة جد الوزير أبي الفضل اختلاف أنظره في " اللباب " 1 / 174.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»