سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٧
فقال: ما هذا يا أبا علي؟ قلت: أنا عليك.
قال خلف الخيام: سمعت صالحا يقول: اختلفت إلى علي بن الجعد أربع سنين، وكان لا يقرأ ثلاثة أحاديث كل يوم، أو كما قال، وفي رواية: كان يحدث لكل إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة.
وعن جعفر الطستي: أنه سمع أبا مسلم الكجي يقول، وذكر عنده صالح جزرة فقال: ما أهونه عليكم، ألا تقولون: سيد المسلمين!.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظ الله أخانا صالح بن محمد، لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا، كتب إلي يذكر أنه مات محمد بن يحيى الذهلي، وجلس للتحديث شيخ يعرف بمحمد بن يزيد محمش، فحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا عمير، ما فعل البعير؟ " (1).
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس " (2)، فأحسن الله عزاءكم في الماضي، وأعظم أجركم في الباقي.

(١) هذا اللفظ محرف عن " النغير " وهو تصغير " النغر ". قال ابن الأثير في " النهاية ": " هو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، يجمع لفظه على " نغران ".
وقد أخرج الحديث البخاري: ١٠ / ٤٣٦ في الأدب: باب الانبساط إلى الناس، و ٤٨١: باب الكنية للصبي، ومسلم (٢١٥٠) في الآداب، والترمذي (٣٣٣) و (١٩٨٩)، وابن ماجة (٣٧٢٠) كلهم من طريق أبي التياح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه..
(٢) هذه اللفظة محرفة عن " جرس " وهو ما يعلق في رقبة الدواب.
وقد أخرج حديث الجرس أبو داود (٢٥٥٤) في الجهاد: باب في تعليق الجرس، وأحمد: 6 / 327 عن أم حبيبة رضي الله عنها، وفي سنده أبو الجراح مولى أم حبيبة لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (2113) وأحمد: 2 / 311 و 327، والدارمي: 2 / 288 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ:
" لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس ".
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»