سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٦
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومئتين، فاستوطن نيسابور، فلم تزل تجارته بنيسابور، أقام مع شريك له مضارب، وهو يشتغل بالعلم والعبادة، ثم خرج سنة خمس وسبعين إلى سمرقند، فأقام بها وشريكه بنيسابور، وكان وقت مقامه بنيسابور هو المقدم والمفتي بعد وفاة محمد بن يحيى، فإن حيكان (1) يعني يحيى ولد محمد بن يحيى ومن بعده أقروا له بالفضل والتقدم.
قال ابن الأخرم الحافظ: أخبرنا إسماعيل بن قتيبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرة، إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله المروزي.
وقال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن نصر المروزي، فأما ابن نصر، فما رأيت أحسن صلاة منه، لقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه، ولم يتحرك.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: ما رأيت أحسن صلاة من محمد ابن نصر، كان الذباب يقع على أذنه، فيسيل الدم، ولا يذبه عن نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته للصلاة، كان يضع ذقنه

(1) هو الحافظ يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، شيخ نيسابور، المتوفى 267 ه‍، ويلقب: حيكان وقد تقدمت ترجمته.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»