سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٤٣
هارون بن المهدي، الأمير أبو العباس الهاشمي العباسي البغدادي الأديب، صاحب النظم الرائق.
تأدب بالمبرد وثعلب، وروى عن مؤدبة: أحمد بن سعيد الدمشقي.
روى عنه مؤدبة، ومحمد بن يحيى الصولي وغيرهما.
مولده في سنة تسع وأربعين ومئتين. وفي سنة ست وتسعين، أنفت الكبار من خلافة المقدر، وهو حدث، فهاجوا وتوثبوا على المقتدر، وقتلوا وزيره، ونصبوا ابن المعتز في الخلافة، فقال: على شرط أن لا يقتل بسببي رجل مسلم. وكان حول المقتدر خواصه، فلبسوا السلاح، وحملوا على أولئك، فتفرق عن ابن المعتز جمعه، وخاف، فاختفى، ثم قبض عليه، وقتل سرا في بيع الآخر سنة ست، سلموه إلى مؤنس الخادم، فخنقه، ولفه في بساط، وبعث به إلى أهله.
وكان شديد السمرة، مسنون الوجه، يخضب بالسواد.
ورثاه علي بن بسام:
لله درك من ملك بمضيعة * ناهيك في العقل والآداب والحسب ما فيه لولا ولا ليت فتنقصه * وإنما أدركته حرفة الأدب (1) وله نثر بديع (2) منه:
من تجاوز الكفاف لم يغنه الاكثار.
كلما عظم قدر المنافس، عظمت الفجيعة به.

(١) البيتان في " تاريخ بغداد " ١٠ / ١٠١، و " وفيات الأعيان " ٣ / ٧٧، و " فوات الوفيات " 2 / 240.
(2) انظر نماذج منه في " أشعار أولاد الخلفاء " ص 287.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»