سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٠٩
فأوجب عليه ما يؤول إليه أمره. قال: أو لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأقضاكم علي. " فساق له موسى تمامه وهو: " وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ، وأرأفكم أبو بكر، وأشدكم في دين الله عمر " (1). قال: كيف يكون أشدهم وقد هرب بالراية يوم خيبر (2)؟ قال موسى: ما سمعنا بهذا.
فقلت: إنما تحيز إلى فئة فليس بفار.

(1) قطعة من حديث أخرجه الترمذي (3791) وابن ماجة (154) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ". وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (2218) والحاكم: 3 / 422 ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
(2) كذا الأصل، وفي " معالم الايمان " حنين.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»