سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٠٦
وكان يذم التقليد ويقول: هو من نقص العقول، أو دناءة الهمم.
ويقول: ما للعالم وملاءمة المضاجع.
وكان يقول: دليل الضبط الاقلال، ودليل التقصير الاكثار.
وكان من رؤوس السنة.
قال ابن حارث: له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدفع عن الاسلام: والذب عن السنة، ناظر فيها أبا العباس المعجوقي أخا أبي عبد الله الشيعي الداعي إلى دولة عبيد الله، فتكلم ابن الحداد ولم يخف سطوة سلطانهم، حتى قال له ولده أبو محمد: يا أبه! اتق الله في نفسك ولا تبالغ. قال: حسبي من له غضبت، وعن دينه ذببت.
وله مع شيخ المعتزلة الفراء مناظرات بالقيروان، رجع بها عدد من المبتدعة.
وقيل: إنه صنف في الرد على " المدونة " (1) وألف أشياء.
قال أبو بكر بن اللباد: بينا سعيد بن الحداد جالس أتاه رسول عبيد الله يعني المهدي قال: فأتيته وأبو جعفر البغدادي واقف، فتكلمت بما حضرني، فقال: اجلس. فجلست، فإذا بكتاب لطيف، فقال لأبي

(١) قال المؤلف في " العبر " ٢ / ١٢٢ في معرض ترجمته لابن الحداد: " وأخذ يسمي " المدونة ": " المدودة ". وانظر حول تصنيف " المدونة " ما كتبه ابن خلكان في " الوفيات " 3 / 181 182.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»