سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٦
عبد الملك المرواني الأندلسي.
تملك بعد أخيه المنذر سنة خمس وسبعين، وامتدت دولته، وكان من أمراء العدل، مثابرا على الجهاد، ملازما للصوات في الجامع، له مواقف مشهودة، منها: ملحمة بلي (1): كان ابن حفصون قد حاصر حصن (بلي) ومعه ثلاثون ألفا، فسار عبد الله في أربعة عشر ألفا، فالتقوا، فانهزم ابن حفصون، واستحر بجمعه القتل، فقل من نجا، وكانوا على رأي الخوارج.
وكان عبد الله ذا فقه وأدب.
ونقل ابن حزم أن الأمير عبد الله استفتى بقي بن مخلد في الزنديق، فأفتى أنه لا يقتل حتى يستتاب، وذكر حديثا في ذلك.
مات في أول ربيع الآخر سنة ثلاث مئة، ثم قام بعده ابن ابنه الناصر لدين الله، فدام خمسين سنة، وتلقب بإمرة المؤمنين، وهذا وآباؤه ذكرتهم مجتمعين في المئة الثانية، في عصر هشيم (2).

(1) كذا الأصل، وهي كذلك في " العبر " 2 / 114. وانظر " البيان المغرب " لابن عذاري: 2 / 123، وابن خلدون: 4 / 135.
(2) انظر الجزء الثامن 217، 241، وكان الناصر لدين الله واسمه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد أول من تلقب بالخلافة من رجال الدولة الأموية في الأندلس. وكانت ولايته مما يستغرب، لأنه كان شابا، وأعمامه وأعمام أبيه حاضرون، فتصدى لها، واحتازها دونهم، ووجد الأندلس مضطربة بالمخالفين، مضطرمة بنيران المتغلبين، فأطفأ تلك النيران، واستنزل أهل العصيان، واستقامت له الأندلس في سائر جهاتها بعد نيف وعشرين سنة من أيامه.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»