عبد الملك المرواني الأندلسي.
تملك بعد أخيه المنذر سنة خمس وسبعين، وامتدت دولته، وكان من أمراء العدل، مثابرا على الجهاد، ملازما للصوات في الجامع، له مواقف مشهودة، منها: ملحمة بلي (1): كان ابن حفصون قد حاصر حصن (بلي) ومعه ثلاثون ألفا، فسار عبد الله في أربعة عشر ألفا، فالتقوا، فانهزم ابن حفصون، واستحر بجمعه القتل، فقل من نجا، وكانوا على رأي الخوارج.
وكان عبد الله ذا فقه وأدب.
ونقل ابن حزم أن الأمير عبد الله استفتى بقي بن مخلد في الزنديق، فأفتى أنه لا يقتل حتى يستتاب، وذكر حديثا في ذلك.
مات في أول ربيع الآخر سنة ثلاث مئة، ثم قام بعده ابن ابنه الناصر لدين الله، فدام خمسين سنة، وتلقب بإمرة المؤمنين، وهذا وآباؤه ذكرتهم مجتمعين في المئة الثانية، في عصر هشيم (2).