سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٩
الحسن بن سفيان، فدخل ابن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، وأحمد بن علي الرازي، وهم متوجهون إلى فراوة (1) فقال الرازي: كتبت هذا الطبق من حديثك. قال: هات. فقرأ عليه، ثم أدخل إسنادا في إسناد، فرده الحسن، ثم بعد قليل فعل ذلك، فرده الحسن، فلما كان في الثالثة قال له الحسن: ما هذا؟! قد احتملتك مرتين وأنا ابن تسعين سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة. فقال له ابن خزيمة: مه! لا تؤذ الشيخ. قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم (2): الحسن بن سفيان سمع حبان بن موسى، وقتيبة، وابن أبي شيبة، كتب إلي وهو صدوق.
قال أبو الوليد (3) حسان بن محمد: كان الحسن بن سفيان أديبا فقيها، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل، والفقه عن أبي ثور، وكان يفتي بمذهبه.
وقال غيره: سمع الحسن من ابن راهويه أكثر " مسنده "، وسمع من محمد بن أبي بكر المقدمي " تفسيره ".
قال ابن حبان: حضرت دفنه في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاث مئة،

(1) كذا ضبطها السمعاني في " الأنساب " بضم الفاء، وتبعه على ذلك صاحب " اللباب ". أما ياقوت فقيدها في " معجمه " 4 / 245 بالفتح، وقال: هي بليدة من أعمال نسا، بينها وبين دهستان وخوارزم، خرج منها جماعة من أهل العلم، ويقال لها: رباط فراوة.
(2) في " الجرح والتعديل " 3 / 16.
(3) في الأصل " أبو البد " وهو خطأ، وأبو الوليد هذا مترجم في " تذكرة الحفاظ " 3 / 895.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»