سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٩٨
وأبو العباس الأصم، وخلق كثير.
وكان عالم الديار المصرية في عصره مع المزني.
وثقه النسائي، وقال مرة. لا بأس به (1).
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت في فقهاء الاسلام أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (2).
وقال: كان أعلم من رأيت على أديم الأرض بمذهب مالك، وأحفظهم له. سمعته يقول: كنت أتعجب ممن يقول في المسائل: لا أدري (3).
ثم قال ابن خزيمة: وأما الاسناد فلم يكن يحفظه (4)، وكان من أصحاب الشافعي، وكان ممن يتكلم فيه، فوقعت بينه وبين البويطي وحشة في مرض الشافعي، فحدثني أبو جعفر السكري صديق البيع، قال لما مرض الشافعي، رحمه الله، جاء ابن عبد الحكم ينازع البويطي في مجلس الشافعي، فقال البويطي: أنا أحق به منك. فجاء الحميدي، وكان بمصر، فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من البويطي، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال له ابن عبد الحكم:
كذبت. فقال الحميدي: كذبت أنت وأبوك وأمك، وغضب ابن عبد

(١) " تذكرة الحفاظ " ٢ / ٥٤٧، و " ميزان الاعتدال " ٣ / ٦١١، و " طبقات السبكي " ٢ / ٦٨، و " الوافي بالوفيات " 3 / 338.
(2) " تذكرة الحفاظ " 2 / 547، " ميزان الاعتدال " 3 / 611.
(3) " طبقات السبكي " 2 / 68.
(4) " تذكرة الحفاظ " 2 / 547، و " ميزان الاعتدال " 3 / 611، و " طبقات السبكي " 2 / 68.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»