سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٥٠١
فيقوم عليه قضاة وأضداد. نسأل الله حسن الخاتمة، وإخلاص العمل.
وقد كان ابن عبد الحكم، مع عظمته بمصر، يركب حميرا ضعيفا، ويتواضع في أموره، وكان أبوه كما قلنا من كبار الفقهاء من تلامذة مالك.
قال ابن يونس: مات محمد في يوم الأربعاء نصف ذي القعدة سنة ثمان وستين ومئتين وصلى عليه القاضي بكار بن قتيبة.
قلت: وله مصنف في " أدب القضاة " مفيد.
أخبرتنا خديجة بنت علي (1)، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد المنعم بن الفراوي، أخبرنا عبد الغفار الشيروي (2)، أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع، فلم تكن تطعمها، ولا ترسلها فتأكل من خشاش الأرض " (3).

(1) للذهبي رحمه الله شيخات يزدن على مئتي شيخة. فممن اسمها خديجة له إحدى عشرة شيخة. انظر " مشيخته " ورقة: 45 - 47.
(2) بكسر الشين المشددة وسكون الياء وفتح الراء المهملة بعدها واو، نسبة إلى جده شيرويه. وعبد الغفار هو أبو بكر بن محمد بن الحسين بن علي بن شيرويه. مترجم في " التبصير " 2 / 822.
(3) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2243) من طرق عن هشام بهذا الاسناد، وأخرجه عبد الرزاق، ومن طريقه مسلم (2619) وأحمد 2 / 317 عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وخشاش الأرض: هوامها وما فيها من الحشرات. وهو في " المسند " 2 / 261 و 269 و 457 و 467 و 479 و 501، وابن ماجة (4256) وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري 6 / 254 في بدء الخلق، ومسلم (2242) والدارمي 2 / 330، 331.
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 ... » »»