سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٥٩
وقال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، سمعت ابن علي المخلدي، سمعت محمد بن يحيى يقول: قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية واللفظية عندي شر من الجهمية (1).
وقال سمعت محمد بن صالح بن هانئ: سمعت أحمد بن سلمة يقول: دخلت على البخاري، فقلت: يا أبا عبد الله، هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة، وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه، فما ترى؟ فقبض على لحيته، ثم قال: * (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) * [غافر: 44]. اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا، ولا طلبا للرئاسة، وإنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين، وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير. ثم قال لي: يا أحمد، إني خارج غدا لتتخلصوا (2) من حديثه لأجلي (3).
قال: فأخبرت جماعة أصحابنا، فوالله ما شيعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد، وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لاصلاح أمره.
قال: وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: لما استوطن

(1) " مقدمة الفتح ": 494.
(2) في " مقدمة الفتح ": لتخلصوا.
(3) " مقدمة الفتح ": 492.
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»