سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٨
أخبرني الحسن بن علي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول ابن عيسى، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهدوي، سمعت خالد بن عبد الله المروزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي، سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول: كنت نائما بين الركن والمقام، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعي، ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قال: " جامع " محمد بن إسماعيل (1).
وجدت فائدة منقولة عن أبي الخطاب بن دحية (2)، أن الرملي الكذابة قال: البخاري مجهول، لم يرو عنه سوى الفربري. قال أبو الخطاب:
والله كذب في هذا وفجر، والتقم الحجر، بل البخاري مشهور بالعلم وحمله، مجمع على حفظه ونبله، جاب البلاد، وطلب الرواية والاسناد.
روى عنه جماعة من العلماء إلى أن قال: وأما كتابه فقد عرضه على حافظ زمانه أبي زرعة، فقال: كتابك كله صحيح إلا ثلاثة أحاديث (3).
ذكر عبادته وفضله وورعه وصلاحه قال الحاكم: حدثنا محمد بن خالد المطوعي، حدثنا مسبح بن سعيد

(1) " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 75 / 1، و " مقدمة الفتح ": 290.
(2) هو عمر بن الحسن بن علي الكلبي الأندلسي المتوفى سنة 633 ه‍، وسترد ترجمته عند المؤلف في الجزء الثاني والعشرين.
(3) جاء في الأصل حاشية بخط مغاير ما نصه: هذه من غلطات ابن دحية ووهمه، فإن الذي عرض كتابه على أبي زرعة مسلم لا البخاري، ثم إن البخاري أحفظ من أبي زرعة بكثير وأعلم، فهو أولى منه بأن يكون حافظ زمانه. قلت: وما في هذه الحاشية هو الصواب كما سيذكره المؤلف في ترجمة مسلم في الصفحة 423، وعجب من المصنف رحمه الله كيف فاته التنبيه هنا على هذا الوهم.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 441 442 443 444 ... » »»