سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٤٣
وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي، يقول: جاء محمد إلى أقربائه بخرتنك، فسمعته يدعو ليلة إذ فرغ من ورده:
اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك. فما تم الشهر حتى مات.
وقد ذكرنا أنه لما ألف " الصحيح " كان يصلي ركعتين عند كل ترجمة.
وروى الخطيب بإسناده عن الفربري، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: أقرأه مني السلام (1).
وقال محمد بن أبي حاتم: ركبنا يوما إلى الرمي، ونحن بفربر، فخرجنا إلى الدرب الذي يؤدي إلى الفرضة (2). فجعلنا نرمي، وأصاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الذي على نهر ورادة، فانشق الوتد. فلما رآه أبو عبد الله، نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد، وترك الرمي. وقال لنا: ارجعوا. ورجعنا معه إلى المنزل، فقال لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة تقضيها؟ قلت: أمرك طاعة. قال: حاجة مهمة، وهو يتنفس الصعداء. فقال لمن معنا: إذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته، فقلت: أية حاجة هي؟ قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت: نعم، على الرأس والعين، قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة، فتقول له:
إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله، أو تأخذ ثمنه،

(1) " تاريخ بغداد " 2 / 10، و " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 68 / 1، و " تهذيب الكمال ": 1170 و " طبقات السبكي " 2 / 223، و " مقدمة الفتح ": 490.
(2) فرضة النهر: مشرب الماء منه أو المشرعة. والفرضة: الثلمة التي تكون في النهر.
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»