سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤١١
حديث أو أكثر (1).
وقال: سمعت أبا عبد الله يقول: تفكرت أصحاب أنس، فحضرني في ساعة ثلاث مئة.
قال: وسمعته يقول: ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به (2).
قال: وسمعت سليم بن مجاهد، سمعت أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربع مئة ممن يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام، وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد اليمن في إسناد الحرمين، فما تعلقوا منه بسقطة لا في الاسناد، ولا في المتن (3).
وقال الفربري: سمعت أبا عبد الله يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، وربما كنت أغرب عليه (4).
وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى: قال محمد بن إسماعيل يوما: رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. فقلت له: يا أبا عبد الله بكماله؟ قال: فسكت (5).

(1) الخبر في " مقدمة الفتح ": 489. وهو يدلل في هذا على سعة حفظه.
(2) " مقدمة الفتح ": 489.
(3) " مقدمة الفتح ": 487.
(4) " تاريخ بغداد " 2 / 17، 18، و " تهذيب الأسماء واللغات " 1 / 69 / 1، و " تهذيب الكمال ": 1170 و " مقدمة الفتح ": 484.
(5) ويعني هذا ان البخاري يرى جواز الرواية بالمعنى، وجواز تقطيع الحديث من غير تنصيص على اختصاره بخلاف مسلم. وسبب ذلك أن البخاري صنف كتابه في طول رحلته، فكان لأجل هذا ربما كتب الحديث من حفظه، فلا يسوق ألفاظه برمتها، بل يتصرف فيه، ويسوقه بمعناه. أما مسلم فقد صنف كتابه في بلده بحضور أصوله في حياة شيوخه، وكان يتحرز في الألفاظ، ويتحرى في السياق. والبخاري استنبط فقه كتابه من أحاديثه، فاحتاج أن يقطع الحديث الواحد إذا اشتمل على عدة أحكام ليورد كل قطعة منه في الباب الذي يستدل به على ذلك الحكم الذي استنبط منه، أما مسلم فلم يعتمد ذلك بل يسوق أحاديث الباب كلها سردا، عاطفا بعضها على بعض في موضع واحد.
والخبر في " تاريخ بغداد " 2 / 11، و " تهذيب الكمال ":؟ 117، و " مقدمة الفتح ":
489.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»