سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤١٤
حديثا. فخجل رجاء من ذاك، ويبس ريقه.
قال محمد: سمعت أبا عبد الله يقول: دخلت بلخ، فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا. فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.
وقال محمد بن أبي حاتم: قال أبو عبد الله: سئل إسحاق بن إبراهيم عمن طلق ناسيا. فسكت ساعة طويلة متفكرا، والتبس عليه الامر.
فقلت أنا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم " (1). وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث العمل والقلب، أو الكلام والقلب وهذا لم يعتقد بقلبه. فقال إسحاق: قويتني، وأفتى به (2).
وقال محمد: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث. وقال: هذه الأحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي (3).
وقال محمد: سمعت الفربري، يقول: رأيت عبد الله بن منير يكتب عن البخاري (4).

(1) أخرجه من حديث أبي هريرة البخاري 9 / 345 في الطلاق: باب الطلاق في الاغلاق والكره والسكران والمجنون، و 11 / 478 في الايمان والنذور: باب إذا حنث ناسيا في الايمان، ومسلم (127) في الايمان: باب تجاوز الله عن حديث النفس أو الخواطر، وأبو داود (2209) والترمذي (1183) والنسائي 6 / 156، 157، وابن ماجة (2540).
(2) " مقدمة الفتح ": 484.
(3) " مقدمة الفتح ": 302.
(4) " تاريخ بغداد " 2 / 19، و " تهذيب الكمال ": 1171، و " مقدمة الفتح ":
482.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»