سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤١٢
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت مصنفاتي من الحديث. فإذا نحو مئتي ألف حديث مسندة.
وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط، كنت أتحفظها.
وسمعته يقول: صنفت كتاب " الاعتصام " في ليلة.
وسمعته يقول: لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.
فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله؟ قال: نعم (1).
وسمعته يقول: كنت بنيسابور أجلس في الجامع، فذهب عمرو بن زرارة، وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله، والي نيسابور، فأخبروه بمكاني، فاعتذر إليهم، وقال: مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره. فقال له بعضهم: بلغني أنه قال لك: لا تحسن تصلي، فكيف تجلس؟ فقال: لو قيل لي شئ من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث، في الصلاة خاصة.

(1) ومحاولة ابن حزم في " المحلى "، تؤيد مقالة محمد بن إسماعيل هذه، فإنه على ما به من هنات قد استطاع باعتماده على الكتاب والسنة أن يؤلف كتابا في الفقه يشتمل على جميع أبواب الفقه.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»