سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٦
حدثنا محمد بن خالد، ولم يصرح به (1).
وقال الخطيب: كان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ المتقنين.
صنف حديث الزهري، وجوده، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه، وينشر فضله (2).
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: رأيت جنازة محمد بن يحيى، والناس يعدون بين يديها وخلفها، ولي ثمان سنين.
وقال محمد بن صالح بن هانئ: سمعت محمد بن النضر الجارودي يقول: بلغني أن محمد بن يحيى كان يكتب في مجلس يحيى ابن يحيى، فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حسن خطه وتقييده، فقال: يا بني، ألا أنصحك؟ إن أبا زكريا يحدثك عن سفيان بن عيينة وهو حي، وعن وكيع وهو حي بالكوفة، وعن يحيى بن سعيد وجماعة أحياء بالبصرة، وعن عبد الرحمن بن مهدي وهو حي بأصبهان، فاخرج في طلب العلم، ولا تضيع أيامك فعمل فيه قوله، فخرج إلى أصبهان فسمع من عبد الرحمن ابن مهدي، والحسين بن حفص، ثم دخل البصرة وقد مات يحيى، فكتب عن أبي داود وأقرانه، وأكثر بها المقام، حتى مات سفيان بن عيينة.
قلت: ما كان يمكنه لقيه، فإن سفيان مات في وسط السنة، ولا كان يمكنه المسير إلى مكة إلا مع الوفد، وأما وكيع فمات قبل ان يتحرك الذهلي من بلده. قال: فخرج إلى اليمن، وأكثر عن عبد الرزاق

(1) جاء في " تهذيب التهذيب " 9 / 516: روى عنه البخاري أربعة وثلاثين حديثا.
(2) " تاريخ بغداد " 3 / 415، و " تهذيب التهذيب " 9 / 515.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»