سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٧١
فلما بلغ آخره قال: أما إني (1) ما فهمت منه حرفا، وأما أنت فجزاك الله خيرا (2).
وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه، وقال: خذه ليس لك مثل (3).
وقيل: كان المازني ذا ورع ودين، بلغنا أن يهوديا حصل النحو، فجاء ليقرأ على المازني " كتاب " سيبويه، فبذل له مئة دينار، فامتنع، وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاث مئة آية ونيف، فلا أمكن منها ذميا (4).
قال القاضي بكار بن قتيبة: ما رأيت نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال (5) والمازني (6).
وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بالنحو، وإذا ناظر النحاة لم يستعن بالكلام (7).
وعن المازني قال: قلت لابن السكيت: ما وزن " نكتل " قال:
" نفعل ". قلت: اتئد، ففكر، وقال: " نفتعل ". قلت: فهذه خمسة

(1) في " إنباه الرواة "، و " وفيات الأعيان ": أما أنا فما..
(2) " إنباه الرواة " 1 / 248، و " وفيات الأعيان " 1 / 286.
(3) " إنباه الرواة " 1 / 248.
(4) الخبر مطولا في " معجم الأدباء " 7 / 111 وتتمته فيه: فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه، وأخلف الله عليه أضعاف ما تركه كله. والخبر في " وفيات الأعيان " 1 / 284.
(5) هو حبان بن هلال الباهلي. مات سنة 216 ه‍. " خلاصة تذهيب الكمال ":
59. وفي " وفيات الأعيان " 1 / 284: حيان، بالياء، وهو تصحيف.
(6) " إنباه الرواة " 1 / 247، و " وفيات الأعيان " 1 / 284.
(7) " إنباه الرواة " 1 / 248.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»