سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠٠
" أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه " (1). فكفنوني منها (2). فأن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي، فلا تشتروا بخمسة عشر وابسطوا على جنازتي لبدي، وغطوا عليها كسائي، وأعطوا إنائي مسكينا.
يا أبا عبد الله إن هؤلاء قد كتبوا رأي فلان، وكتبت أنا الأثر، فأنا عندهم على غير الطريق، وهم عندي على غير الطريق، أصل الفرائض في حرفين: ما قال الله ورسوله: افعل، فهو فريضة، ينبغي أن يفعل، وما قال الله ورسوله: لا تفعل، فينبغي أن ينتهى عنه، وتركه فريضة. وهذا في القرآن، وفي فريضة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يقرؤونه، ولكن لا يتفكرون فيه، قد غلب عليهم حب الدنيا (3).
صحبت محمد بن أسلم أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة (4). وسمعته كذا وكذا مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي (5) لفعلت خوفا من الرياء (6). وكان

وأخرجه من حديث عائشة ابن حبان في " صحيحه " (١٠٩٤).
وأخرجه من حديث ابن عمر أبو يعلى والبزار (١٢٥٩)، وأخرجه من حديث عمر البزار (١٢٦١) وأخرجه أيضا (١٢٦٠) من حديث سمرة. وانظر " مجمع الزوائد " ٤ / ١٥٤، ١٥٦، و " نصب الراية " ٣ / ٣٣٧، ٣٣٩.
(١) حديث صحيح أخرجه من حديث عمارة بن عمير، عن عمته، عن عائشة أحمد ٦ / ٣١ و ٤١ و ١٢٧ و ١٦٢ و ١٧٣ و ١٩٣ و ٢٠١ و ٢٠٢ و ٢٠٣، وأبو داود (٣٥٢٨) و (٣٥٢٩)، والترمذي (١٣٥٨)، والنسائي ٧ / ٢٤١، وابن ماجة (٢٢٩٠)، والدارمي ٢ / ٢٧٤، والطيالسي في مسنده، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ٢ / ٤٦، ووافقه الذهبي، وعمة عمارة لا تعرف، لكن تابعها عليه الأسود عند أحمد ٦ / ٤٢ و ٢٢٠، وابن ماجة (٢١٣٧) والنسائي ٧ / ٢٤١، وسنده صحيح. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو المتقدم.
(٢) في " حلية الأولياء ": فيها تحريف.
(٣) الخبر في " حلية الأولياء " ٩ / ٢٤١، ٢٤٢. (٤) " حلية الأولياء " ٩ / ٢٤٣.
(٥) في الأصل: ملكاني. والمثبت من " حلية الأولياء "، و " الوافي بالوفيات ".
(٦) " حلية الأولياء " ٩ / ٢٤٣، و " الوافي بالوفيات " 2 / 204.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»