سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٩٦
قال أبو عبد الله الحاكم: كان من الابدال المتتبعين للآثار.
قال فيه محمد بن رافع: دخلت على محمد بن أسلم، فما شبهته إلا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحاكم: سمعت محمد بن أحمد بن بالويه، سمعت ابن خزيمة يقول: حدثنا من لم تر عيناي مثله أبو عبد الله محمد بن أسلم (1).
وقال قبيصة: كان ابن مسعود أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: في هديه وسمته، وكان علقمة يشبه بابن مسعود في ذلك، ويشبه بعلقمة إبراهيم، وبإبراهيم منصور، وبمنصور سفيان، وبسفيان وكيع.
قال الحاكم: قام محمد بن أسلم مقام وكيع، وأفضل من مقامه، لزهده وورعه وتتبعه للأثر.
أخبرنا إسحاق بن طارق، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا اللبان، أخبرنا الحداد، إجازة، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبي، حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا أبي، قال: قرأت على محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم، سمعت إسحاق بن راهويه، يقول في حديث: " إن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف، فعليكم بالسواد الأعظم (2) ". فقال رجل: يا أبا يعقوب،

(1) " شذرات الذهب " 2 / 101، 102.
(2) أخرجه ابن ماجة (3950) في الفتن: باب السواد الأعظم، من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، حدثنا معان بن رفاعة السلامي، حدثني أبو خلف الأعمى، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. فذكره. قال البوصيري في " الزوائد " ورقة 246: إسناده ضعيف لضعف أبي خلف الأعمى واسمه حازم بن عطاء، رواه عبد بن حميد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا بقية بن الوليد، أخبرنا معان.. فذكره، ورواه أبو يعلى الموصلي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد.. فذكره بإسناده ومتنه. وقد روي هذا الحديث من حديث أبي ذر، وأبي مالك الأشعري، وابن عمر، وأبي بصرة، وقدامة بن عبد الله الكلابي، وفي كلها نظر قاله شيخنا العراقي. قلت: لكن بمجموعها يتقوى الحديث، فيكون حجة، وحديث أبي مالك الأشعري عند أبي داود (4253)، وحديث أبي بصرة عند أحمد 6 / 396، وحديث ابن عمر عند الترمذي (2167)، وأبي نعيم 3 / 37، والحاكم وابن منده والضياء في " المختارة " وحديث أبي ذر عند أحمد 5 / 145. وانظر " المقاصد الحسنة " ص 460، و " مجمع الزوائد " 1 / 177، 178.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»