سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٧٦
قال ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي، يقول: سمعت حسين بن حميد بن الربيع، سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين، يقول:
من أين له حديث حفص بن غياث، عن الأعمش يعني: " من أقال مسلما "؟ (1) وقال: هوذا كتب حفص بن غياث عندنا، وهوذا كتب ابنه عمر عندنا، وليس فيها شئ من هذا.
قال ابن عدي: قد روى الحديث مالك بن سعير عن الأعمش، وقد رواه أبو عوف البزوري (2) عن زكريا بن عدي، عن حفص بن غياث.
قال ابن عدي: الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته، هو متهم في هذه الحكاية، ويحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شئ من ذلك، وبه يسبر أحوال الضعفاء.
قلت: فحاصل الامر أن يحيى بن معين مع إمامته لم ينفرد بالحديث.
ولله الحمد.
قال أحمد بن زهير: ولد يحيى في سنة ثمان وخمسين ومئة. قلت: وكتب

(1) وتمامه، كما في " الكامل " لابن عدي، ورقة: 98 في ترجمة الحسين بن حميد:
"... أقال الله عثرته " وفيه عنده: " نادما " بدلا من " مسلما ". والحديث أخرجه أبو داود في " سننه " (3460) في البيوع: باب في فضل الإقالة، والحاكم 2 / 45، وابن حبان (1103)، والبيهقي 6 / 27، من طريق يحيى بن معين، عن حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن ماجة (2199) من طريق زياد بن يحيى أبي الخطاب، عن مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأخرجه ابن حبان (1104)، والبيهقي 6 / 27 من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فالحديث صحيح.
(2) هو عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية المتوفى سنة 275 ه‍.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»