سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٨١
والاختلاف، وأما يحيى، فأعلم بالرجال والكنى.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علي بن المديني، يقول: كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة، كان الذي يذاكرني أحمد، فربما اختلفنا في الشئ، فنسأل أبا زكريا، فيقوم فيخرجه، ما كان أعرفه بموضع حديثه.
وقال أبو الحسن بن البراء: سمعت ابن المديني، يقول: ما رأيت يحيى استفهم حديثا قط ولا رده.
بكر بن سهل: حدثنا عبد الخالق بن منصور، قلت لابن الرومي:
سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى، ويقول: حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه. فقال: وما تعجب؟ سمعت علي بن المديني، يقول: ما رأيت في الناس مثله.
وعن ابن المديني، قال: ما أعلم أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين.
وقال أبو الحسن بن البراء، سمعت عليا يقول: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى.
قال أحمد بن عقبة، سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟
قال: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث - قلت: يعني بالمكرر.
قال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله، سمعت أبي، يقول: خلف يحيى من الكتب مئة قمطر، وأربعة عشرا قمطرا، وأربعة حباب (1) شرابية مملوءة كتبا.
وقال عبد المؤمن: سمعت صالحا جزرة يقول: ذكر لي أن يحيى بن

(1) جمع الحب، وهي الجرة، أو الضخمة منها.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»