سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٠١
سمعنا بهذا قط. فإن كان ولابد والكذب، فعلى غيرنا. فقال: أنت يحيى ابن معين؟ قال: نعم. قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق، ما علمت إلا الساعة. كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل غيركما!! كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين غيركما.
فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بهما.
هذه الحكاية اشتهرت على ألسنة الجماعة، وهي باطلة. أظن البلدي وضعها، ويعرف بالمعصوب. رواها عنه أيضا أبو حاتم بن حبان (1) فارتفعت عنه الجهالة.
ذكر المروذي عن أحمد، أنه بقي بسامراء ثمانية أيام، لم يشرب إلا أقل من ربع سويق.
أحمد بن بندار الشعار: حدثنا أبو يحيى بن الرازي، سمعت علي بن سعيد الرازي، قال: صرنا مع أحمد بن حنبل إلى باب المتوكل، فلما أدخلوه من باب الخاصة، قال: انصرفوا، عافاكم الله. فما مرض منا أحد بعد ذلك اليوم.
الكديمي: حدثنا علي بن المديني، قال لي أحمد بن حنبل: إني لأشتهي أن أصحبك إلى مكة. وما يمنعني إلا خوف أن أملك أو تملني.
فلما ودعته، قلت: أوصني، قال: اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك.
قال أبو حاتم: أول ما لقيت أحمد سنة ثلاث عشرة ومئتين، فإذا قد أخرج معه إلى الصلاة " كتاب الأشربة " (2)، و " كتاب الايمان " فصلى، ولم

(1) في " المجروحين " 1 / 85.
(2) وهو مطبوع في بغداد سنة 1396 ه‍. بتحقيق الأستاذ السيد صبحي جاسم البدري.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»