سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٢
يسأله أحد، فرده إلى بيته. وأتيته يوما آخر، فإذا قد أخرج الكتابين، فظننت انه يحتسب في إخراج ذلك، لان كتاب الايمان أصل الدين، وكتاب الأشربة صرف الناس عن الشر. فإن كل الشر من السكر.
وقال صالح: أهدى إلى أبي رجل ولد له مولود خوان (1) فالوذج، فكافأه بسكر بدراهم صالحة.
وقال ابن وارة: أتيت أحمد، فأخرج إلي قدحا فيه سويق، وقال:
اشربه.
أنبأونا عن محمد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ أخبرنا أبو الوليد الدربندي سنة أربعين وأربع مئة، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زوران لفظا، حدثنا أحمد بن جعفر الإصطخري (2)، قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئا من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدع. وكان قولهم: إن الايمان قول وعمل ونية، وتمسك بالسنة، والايمان يزيد وينقص، ومن زعم أن الايمان قول، والأعمال شرائع، فهو جهمي، ومن لم ير الاستثناء في الايمان، فهو مرجئ، والزنى والسرقة وقتل النفس، والشرك كلها بقضاء وقدر من غير أن يكون لاحد على الله حجة. إلى أن قال: والجنة والنار خلقتا، ثم خلق الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبدا. إلى أن قال: والله تعالى على العرش، والكرسي موضع قدميه. إلى

(١) أي ما يؤكل عليه الطعام، معرب.
(٢) هذه هي الرسالة التي أشار المؤلف إلى بطلانها في ص: 286، وهي مذكورة في طبقات الحنابلة 1 / 24، 31.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»