سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٢٧٤
يوسف يكفي الله، فغضب يعقوب، والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه. أسأله أن يطلق لي كلمة أخبر بها أمير المؤمنين، فلا يفعل!!
قال: ووجه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر، وأبي منكس الرأس، ورأسه مغطى. فقال له يعقوب: اكشف رأسك، فكشفه.
ثم جاء وصيف يريد الدار، ووجه إلى أبي بيحيى بن هرثمة، فقال: يقرئك أمير المؤمنين السلام، ويقول: الحمد الله الذي لم يشمت بك أهل البدع، قد علمت حال ابن أبي دواد، فينبغي أن تتكلم فيه بما يجب لله. ومضى يحيى، وأنزل أبي في دار إيتاخ، فجاء علي بن الجهم، وقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان التي فرقها، وأن لا يعلم شيخكم بذلك فيغتم. ثم جاءه محمد بن معاوية، فقال: إن أمير المؤمنين يكثر ذكرك، ويقول: تقيم هنا تحدث. فقال: أنا ضعيف.
وصار إليه يحيى بن خاقان، فقال: يا أبا عبد الله، قد أمر أمير المؤمنين أن آتيك لتركب إلى ابنه المعتز. وقال لي: أمرني أمير المؤمنين يجرى عليه وعلى قرابتكم أربعة آلاف (1)، ثم عاد يحيى من الغد، فقال: يا أبا عبد الله، تركب؟ قال: ذاك إليكم، ولبس إزاره وخفه، وكان للخف عنده خمسة عشر عاما (قد رقع) (2) برقاع (عدة) (3). فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة. قلت: ماله قلنسوة... إلى أن قال: فدخل دار المعتز، وكان

(1) العبارة في " تاريخ الاسلام " ص: 114: " يجرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، تفرقها عليهم ".
(2) و (3) الزيادة من " تاريخ الاسلام ".
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»