سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٩١
قال إبراهيم بن محمد الشافعي: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من الشافعي، وذاك أنه أخذ من مسلم بن خالد، وأخذ مسلم بن ابن جريج، وأخذ ابن جريج من عطاء، وأخذ عطاء من ابن الزبير، وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذ أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن الشافعي قال: رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا (1).
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول:
يقولون: ماء العراق، وما في الدنيا مثل ماء مصر للرجال، لقد قدمت مصر، وأنا مثل الخصي ما أتحرك، قال: فما برح من مصر حتى ولد له (2).
محمد بن إبراهيم بن جناد: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي (3)، سمعت الشافعي يقول: خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير يشغلون به عن القرآن (4).
عن الشافعي: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن،

القرآن في أقل من ثلاث " أخرجه أبو داود (1394)، والترمذي (2950) من حديث عبد الله ابن عمرو، وإسناده صحيح.
(1) " آداب الشافعي ": 49، و " حلية الأولياء " 9 / 137.
(2) " مناقب " البيهقي 2 / 119.
(3) نسبة إلى جري بن عوف: بطن من جذام كما في " الأنساب " 3 / 238، وثقه أبو حاتم، وقال الدارقطني: لم ير مثله فضلا وزهدا.
(4) " آداب الشافعي ": 310، و " حلية الأولياء " 9 / 146، و " مناقب " البيهقي 1 / 283، و " تلبيس إبليس ": 230، وإسناد الخبر صحيح. قال الأزهري في " تهذيب اللغة " 8 / 122: وقد يسمى ما يقرأ بالتطريب من الشعر في ذكر الله تعالى تغبيرا، كأنهم إذا تناشدوها بالألحان، طربوا فرقصوا وأرهجوا، فسموا مغبرة بهذا المعنى، ثم نقل كلام الشافعي.
وقال أبو إسحاق النحوي: سمي هؤلاء مغبرين لتزهيدهم الناس في الفانية الماضية، وترغيبهم في الغابرة، وهي الآخرة الباقية.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»