سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٩٤
المرء تركه ما لا يعنيه، ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم، وكثرة وهمه، أو نقص حفظه، فليس من هذا النمط، بل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن، والحسن من الضعيف.
وإمامنا، فبحمد الله ثبت في الحديث، حافظ لما وعى، عديم الغلط، موصوف بالاتقان، متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى ممن علم أنه منافس له، فقد ظلم نفسه، ومقتته العلماء، ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله، ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه، وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا، فقد أصابوا، وأجملوا، وهدوا، ووفقوا.
وأما أئمتنا اليوم وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى، فقد يقال: أحسنوا ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.
وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة. وفي الحديث الثابت: " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم " (1).
وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الامام رحمه الله، فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الامام، ولله الحمد.

(1) أخرجه البخاري 10 / 426 في الأدب: باب الصبر في الأذى، ومسلم (2804) في صفات المنافقين: باب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل من طرق عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري.. وهو في " المسند " 4 / 395، و 401 و 405.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»