سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٨٧
كم هذا؟ فقال: دع عنك هذا؟ إن أردت الفقه، فالزم ذنب البغلة (1).
قال أحمد بن العباس النسائي: سمعت أحمد بن حنبل مالا أحصيه وهو يقول: قال أبو عبد الله الشافعي. ثم قال: ما رأيت أحدا أتبع للأثر من الشافعي (2).
أبو حاتم: حدثنا يونس، سمعت الشافعي يقول: ناظرت يوما محمد ابن الحسن، فاشتد مناظرتي له، فجعلت أوداجه [تنتفخ، وأزراره] تنقطع زرا زرا (3).
وعن الشافعي قال: سميت ببغداد ناصر الحديث (4).
وقال يونس: سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد كان أشد علي من الليث، وابن أبي ذئب، والليث أتبع للأثر من مالك (5).

(1) انظر " مناقب " البيهقي 2 / 252.
(2) " تاريخ ابن عساكر " 14 / 415 / 2.
(3) " آداب الشافعي ": 160، و " حلية الأولياء " 9 / 104، و " تاريخ بغداد " 2 / 177، و " الانتقاء ": 25، وفي " بلوغ الأماني " 27، 32 تعليق على هذا الخبر يحسن الرجوع إليه. وليقارن هذا الخبر بما ثبت عن الشافعي: ما رأيت أحدا يسأل عن مسألة فيها نظر إلا رأيت الكراهية في وجهه إلا محمد بن الحسن.
(4) تقدم الخبر في الصفحة 47 ت (1).
(5) " آداب الشافعي ": 29، و " حلية الأولياء " 9 / 74، و 109، و " تاريخ بغداد " 2 / 300، 301، وعلق أبو حاتم على الخبر بقوله: ما ظننت أنه أدركهما حتى يأسف عليهما.
وتعقبه ابن حجر في " التوالي "، فقال: أما الليث، فأدركه، فإنه حين اجتمع بمالك، وقرأ عليه في " الموطأ " كان موجودا لكن بمصر، وأسف أن لا يكون له إذ ذاك معرفة بقدر الليث، فكان يرحل إليه، أو كان يعرفه، لكن لم يكن له قدرة على الرحلة إليه، وأسف على فوته، وأما ابن أبي ذئب، فمات والشافعي ابن تسع سنين بالمدينة، والشافعي إذ ذاك صغير، ولا يلزم من ذلك أن لا يصح منه الأسف على فوت لقيه، بمعنى أنه أسف أن لا يكون له إدراك زمانه.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»