قال الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد في سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا أشهر، ثم خرج. وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين.
وقال أحمد بن سنان: رأيته أحمر الرأس واللحية - يعني أنه اختضب (1) -.
قال الطبراني: سمعت أبا يزيد القراطيسي يقول: حضرت جنازة ابن وهب، وحضرت مجلس الشافعي.
أبو نعيم في " الحلية ": حدثنا عبيد بن خلف البزار، حدثني إسحاق بن عبد الرحمن، سمعت حسينا الكرابيسي، سمعت الشافعي يقول: كنت امرأ أكتب الشعر، فآتي البوادي، فأسمع منهم، فقدمت مكة، فخرجت وأنا أتمثل بشعر للبيد، وأضرب وحشي قدمي بالسوط، فضربني رجل من ورائي من الحجبة، فقال: رجل من قريش ثم ابن المطلب، رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما، ما الشعر إذا استحكمت فيه فعدت معلما؟ تفقه يعلك (2) الله. فنفعني الله بكلامه، فكتبت ما شاء الله من ابن عيينة، ثم كنت أجالس مسلم بن خالد، ثم قدمت على مالك، فلما عرضت عليه إلى كتاب السير، قال لي: تفقه تعل (3) يا ابن أخي، فجئت إلى مصعب بن عبد الله، فكلمته أن يكلم لي بعض أهلنا، فيعطيني شيئا، فإنه كان بي من الفقر والفاقة ما الله به عليم، فقال لي