سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦٧
أخبرنا أبو الحسين يحيى بن أحمد الجذامي (1)، وعلي بن أحمد الحسيني، ومحمد بن الحسين القرشي بقراءتي، قالوا: أخبرنا محمد بن عماد، أخبرنا عبد الله بن رفاعة، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي، أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد المديني، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان ابن صالح، عن الحسن، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم ".
أخرجه ابن ماجة (2) عن يونس، فوافقناه، وهو خبر منكر، تفرد به يونس ابن عبد الأعلى الصدفي أحد الثقات، ولكنه ما أحسبه سمعه من الشافعي، بل أخبره به مخبر مجهول ليس بمعتمد، وقد جاء في بعض طرقه الثابتة عن يونس قال: حدثت عن الشافعي فذكره (3).

(١) نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن.
(٢) رقم (٤٠٣٩) وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن خالد الجندي، والحسن مدلس وقد عنعن، ومتنه منكر كما قال المصنف، وهو في " حلية الأولياء " ٩ / ١٦١، و " تاريخ بغداد " ٤ / ٢٢١، و " المستدرك " ٤ / ٤٤١، ونقل الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ص 195 عن الصنعاني: أنه موضوع.
وجملة " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود أخرجه مسلم في " صحيحه " (2949).
(3) نقله تلميذه السبكي في " الطبقات " 2 / 171 في ترجمة يونس بن عبد الأعلى بأوسع مما هنا، فقال: وكان شيخنا الذهبي رحمه الله ينبه على فائدة، وهي أن حديثه المذكور عن الشافعي إنما قال فيه: حدثت عن الشافعي، ولم يقل: حدثني الشافعي، قال: هكذا هو موجود في كتاب يونس رواية أبي الطاهر أحمد بن محمد المديني عنه، ورواه جماعة عنه عن الشافعي، فكأنه دلسه بلفظة " عن " وأسقط ذكر من حدثه به عن الشافعي. هذا كلام شيخنا رحمه الله تعالى، وأنا أقول: قد صرح الرواة عن يونس بأنه قال: " حدثنا " الشافعي أسنده من طريقين، وفيه التصريح بالتحديث. ثم رد دعوى تفرد يونس به بأنه قد تابعه عليه زيد بن السكن، وعلي بن زيد اللحجي، فروياه عن محمد بن خالد، وانتهى إلى أن الذي تفرد به هو محمد بن خالد الجندي ذاك المجهول.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»