سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٩
وسمعت أحمد بن صالح يقول: كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق، وكنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس، وأستخير الله فيه. فكتبت حديث النضر بن عبد الجبار في الرق، قال: فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث، فقال: كان ابن لهيعة طلابا للعلم، صحيح الكتاب.
قال: وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح، فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم (1).
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن لهيعة أمثل من رشدين بن سعد، وقد كتبت حديث ابن لهيعة.
قال أهل مصر: ما احترق له كتاب قط، وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات.
وكان النضر بن عبد الجبار راوية عنه، وكان شيخ صدق، وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة، فلما كتبوها عنه، وسألوه عنها، سكت عن ابن لهيعة. قلت ليحيى: فسماع القدماء والآخرين منه سواء؟
قال: نعم، سواء واحد.
قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في " التاريخ ": قدم ابن لهيعة الشام غازيا مع صالح بن علي سنة ثمان وثلاثين ومئة، واجتاز بساحل دمشق أو بها، حكاه القطربلي (2) عن الواقدي.

(1) " المعرفة والتاريخ " 2 / 184، وبين قوله: صحيح الكتاب، وقوله: قال وظننت.. كلام يقع في ثمانية أسطر، أسقطه المؤلف لأنه بمعنى النص الذي أورده قبل.
(2) ضبطها السمعاني في " الأنساب " وابن الأثير في " اللباب " بضم القاف، وسكون الطاء، وضم الراء، والباء الموحدة، وفي آخرها اللام، قال السمعاني: هذه النسبة إلى قطربل: وهي قرية من قرى بغداد. أما ياقوت، فقد ضبطها في " معجمه " بضم القاف، وسكون الطاء، وفتح الراء، وتشديد الباء المضمومة.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»