سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٠
وقال ابن بكير: ولد سنة ست وتسعين. وتفرد نوح بن حبيب بأن كنيته: أبو النضر.
وقال ابن سعد (1): ابن لهيعة حضرمي من أنفسهم، كان ضعيفا، وعنده حديث كثير، ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا. وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط، لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه، فيسكت عليه. فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي.. إلى أن قال:
ومات بمصر في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومئة.
قال مسلم بن الحجاج: ابن لهيعة تركه وكيع ويحيى وابن مهدي.
وقال ابن يونس: مولده سنة سبع وتسعين. ورأيته في ديوان حضرموت بمصر، فيمن دعي به سنة ست وعشرين ومئة في أربعين من العطاء.
قال ابن وهب: حديث " لو أن القرآن في إهاب، ما مسته النار " ما رفعه لنا ابن لهيعة في أول عمره قط (2).

(١) ٧ / ٥١٦ ٢) " الضعفاء " للعقيلي ٢٢٠ / ١، والحديث أخرجه أحمد ٤ / ٥١، والدارمي من طريق أبي سعيد، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا مشرح، قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن القرآن جعل في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق " وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " ٧ / ١٥٨، ونسبه لأحمد، وأبي يعلى، والطبراني، وأعله بابن لهيعة، وأخرجه الدارمي ٢ / ٤٣٠ من طريق عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر.
وعبد الله بن يزيد سمع من ابن لهيعة قبل أن يختلط، فحديثه عنه قوي، وفي الباب عن عصمة بن مالك عند الطبراني، وفي سنده الفضل بن المختار، وهو ضعيف، قال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامتها لا يتابع عليها، وعن سهل بن سعد عند الطبراني، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك، وبعضهم اتهمه. والإهاب: الجلدة. قال التوربشتي: ومعنى الحديث: لو قدر أن يكون القرآن في إهاب ما مسته النار ببركة مجاورته للقرآن، فكيف بمؤمن تولى حفظه، والمواظبة عليه، والمراد نار الله الموقدة، المميزة بين الحق والباطل.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»