سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٦
طريف. قال: فكان يقول: حدثنا به صاحبنا فلان، فلما طال ذلك نسي الشيخ، فكان يقرأ عليه، ويرويه عن عمرو بن شعيب (1).
ميمون بن إصبغ: سمعت ابن أبي مريم يقول: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب بحديث الحريق. ثم قال سعيد: هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي، عن القاسم، فكان ابن لهيعة يستحسنه. ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب.
وقال يحيى بن بكير: قيل لابن لهيعة: إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب، فضاق ابن لهيعة، وقال: وما يدري ابن وهب؟ سمعت هذه الأحاديث من عمرو قبل أن يلتقي أبواه.
قال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتبه، أعتبر به، وهو يقوى بعضه ببعض.
أبو عبيد الآجري، عن أبي داود، قال لي ابن أبي مريم: لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب، إنما أرادوا أن يعفو عليه أمير (2) فأرسل إليه أمير بخمس مئة دينار.
وسمعت قتيبة يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن

(1) " المعرفة والتاريخ " 2 / 185، والقاسم العمري: هو القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري، قال الإمام أحمد: ليس بشئ كان يكذب ويضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال مرة: كذاب، وقال أبو حاتم، والنسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال البخاري: سكتوا عنه. والحديث في " الضعفاء " للعقيلي 911، وفي " عمل اليوم والليلة " رقم (295) و (296) و (297) لابن السني، وفي " الكامل " لابن عدي من طرق ضعيفة جدا عن عمرو بن شعيب.
(2) في الأصل: " يعفو " بدون " أن " واستدركت من " تذهيب التهذيب " للمؤلف، والنص في " تهذيب الكمال ": " إنما أرادوا أن يقفوا عليه، فأرسل ".
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»