سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٥
وقع لي من عوالي حديثه.
وكان يحيى بن سعيد القطان لا يراه شيئا. قاله علي بن المديني، ثم قال علي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وقيل له: تحمل عن عبد الله بن بزيد القصير عن ابن لهيعة؟ فقال: لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا، ثم قال عبد الرحمن: كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه: حدثنا عمرو بن شعيب، فقرأته على ابن المبارك، فأخرج إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة، قال: أخبرني إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب (1).
وقال نعيم بن حماد: سمعت ابن مهدي يقول: ما أعتد بشئ سمعت من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه.
وقال أحمد بن حنبل: كان ابن لهيعة كتب عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، وكان بعد يحدث بها عن عمرو نفسه. وكان الليث أكبر منه بسنتين.
روى يعقوب الفسوي، عن سعيد بن أبي مريم، قال: كان حياة بن شريح أوصى إلى رجل، وصارت كتبه عنده، وكان لا يتقي الله، يذهب فيكتب من كتب حياة الشيوخ الذين شاركه فيهم ابن لهيعة، ثم يحمل إليه، فيقرأ عليهم، وحضرت ابن لهيعة، وقد جاءه قوم حجوا يسلمون عليه، فقال هل كتبتم حديثا طريفا؟ فجعلوا يذاكرونه، حتى قال بعضهم: حدثنا القاسم العمري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه ". فقال: هذا حديث

(1) أي أن ابن لهيعة أسقط من الاسناد إسحاق بن أبي فروة وهو متروك - في كتابه إلى عبد الرحمن مع أن ابن المبارك رواه عن ابن لهيعة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب.
وهذا يبين لك صحة مقالة عبد الغني الأزدي في التعليق السابق.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»