سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٦
ونقلوا أن عبد الله بن لهيعة ولاه أبو جعفر القضاء بمصر، في سنة خمس وخمسين ومئة، تسعة أشهر، وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا.
فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي: " علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب ". فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه مفرط في التشيع، فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة، بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع، ولا الرجل متهم بالوضع، بل لعله أدخل على كامل، فإنه شيخ محله الصدق، لعل بعض الرافضة أدخله في كتابه، ولم يتفطن هو، فالله أعلم.
قال قتيبة بن سعيد: لما احترقت كتب ابن لهيعة، بعث إلى الليث بن سعد من الغد بألف دينار.
وقال أبو سعيد بن يونس: ذكر أبو عبد الرحمن النسائي يوما ابن لهيعة، فقال: ما أخرجت من حديثه شيئا قط إلا حديثا واحدا: حديث عمرو ابن الحارث، عن مشرح، عن عقبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في الحج سجدتان " (1). أخبرناه هلال بن العلاء عن معافى بن سليمان، عن موسى ابن أعين، عن عمرو بن الحارث.

(١) أخرجه الترمذي (٥٧٨) في الصلاة: باب ما جاء في السجدة في الحج، وأحمد ٤ / ١٥١ و ١٥٥، وأبو داود (١٤٠٢) في الصلاة: باب ما جاء في عدد الآي، والدارقطني ١ / ١٥٧، والحاكم ١ / ٢٢٢ و ٢ / ٣٩٠ من حديث ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر، وسنده جيد قوي، وقول الترمذي: هذا ليس إسناده بالقوي، ليس بقوي، لان الراوي عن ابن لهيعة عند أبي داود والحاكم: عبد الله بن وهب، وعند أحمد: عبد الله بن يزيد، وهما ممن سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، فحديثهما عنه صحيح كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، وفي الباب عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان، أخرجه أبو داود (١٤٠١)، والترمذي (١٤٠٠) في ثواب القرآن، والنسائي وابن ماجة في الأدب (3786)، وقال الترمذي: حسن والسجدة الأولى هي الآية 18، وآخرها: (إن الله يفعل ما يشاء) والسجدة الثانية هي الآية 77، وآخرها: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»