ونقلوا أن عبد الله بن لهيعة ولاه أبو جعفر القضاء بمصر، في سنة خمس وخمسين ومئة، تسعة أشهر، وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا.
فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي: " علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب ". فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه مفرط في التشيع، فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة، بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع، ولا الرجل متهم بالوضع، بل لعله أدخل على كامل، فإنه شيخ محله الصدق، لعل بعض الرافضة أدخله في كتابه، ولم يتفطن هو، فالله أعلم.
قال قتيبة بن سعيد: لما احترقت كتب ابن لهيعة، بعث إلى الليث بن سعد من الغد بألف دينار.
وقال أبو سعيد بن يونس: ذكر أبو عبد الرحمن النسائي يوما ابن لهيعة، فقال: ما أخرجت من حديثه شيئا قط إلا حديثا واحدا: حديث عمرو ابن الحارث، عن مشرح، عن عقبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في الحج سجدتان " (1). أخبرناه هلال بن العلاء عن معافى بن سليمان، عن موسى ابن أعين، عن عمرو بن الحارث.