سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٠٤
يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد " (1). فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث بها أحد (2)، فقيل له: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هو؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما. وذكر أبا الزناد، فقال: لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات. رواها مقدام الرعيني، عن ابن أبي الغمر، والحارث بن مسكين، قالا: حدثنا ابن القاسم.
قلت: أنكر الامام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك أعني الحديث الأول والثاني لثبوت سندهما، وأما الحديث الثالث، فلا أعرفه

(1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقد أخرج الآجري في " الشريعة " ص 346، من طريق هناد بن السري، عن أبي معاوية، عن أبي إسحاق بن عبد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد بلغت الشفاعة يوم القيامة حتى إن الله عز وجل ليقول للملائكة:
أخرجوا برحمتي من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، قال: ثم يخرجهم حفنات بيده بعد ذلك. وأخرج أحمد 3 / 94، ومسلم (183)، والآجري في الشريعة ص 346 من حديث أبي سعيد الخدري المطول وفيه: " فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط.. " وقد ورد ذكر اليد في غاير ما حديث صحيح، أوردها البيهقي في " الأسماء والصفات " 314، 323.
(2) جاء في " صحيح البخاري " 1 / 199 ما نصه: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا، وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله! ثم ذكر حديث معاذ. قال الحافظ: وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة، ومثله قول ابن مسعود: " ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم في مقدمة صحيحه 1 / 11 من طريق ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود، وممن كره التحديث ببعض دون بعض مالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»