فقال رجل: يا أبا عبد الله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استواؤه؟. فأطرق مالك، وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه، فقال:
(الرحمن على العرش استوى) كما وصف نفسه، ولا يقال له: كيف، و " كيف " عنه مرفوع. وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه.
وقال محمد بن عمرو قشمرد النيسابوري: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك فجاءه رجل، فقال: (الرحمن على العرش استوى) فذكر نحوه، وفيه، فقال: الاستواء غير مجهول.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب: " الرد على الجهمية " (1) له، قال: حدثني أبي، حدثنا سريج بن النعمان، عن عبد الله بن نافع، قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو من شئ.
وقال محمد بن إسحاق الصغاني: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العمري، حدثنا ابن أبي أويس، سمعت مالكا يقول: القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شئ مخلوق (2).