سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٩١
وقيل: سار الأحنف إلى بلخ، فصالحوه على أربع مئة ألف، ثم أتى خوارزم، فلم يطقها، فرجع.
وعن ابن إسحاق، أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها، وخلف على خراسان الأحنف، وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا، وتجمعوا بمرو، فالتقاهم الأحنف فهزمهم، وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله.
ابن علية: عن أيوب، عن محمد قال: نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي، قال: تكلم. قال:
إنك ذكرت بني تميم، فعممتهم بالذم، وإنما هم من الناس، فيهم الصالح والطالح. فقال: صدقت. فقام الحتات - وكان يناوئه - فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فلاتكلم، قال: اجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
روى ابن جدعان، عن الحسن، أن عمر كتب إلى أبي موسى: ائذن للأحنف بن قيس وشاوره واسمع منه.
قتادة عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
قال ابن المبارك: قيل للأحنف: بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقيل: عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة. وفيه قال الشاعر:
إذا الابصار أبصرت ابن قيس * ظللن - مهابة منه - خشوعا (1) وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف، والشرف يتبعه.
وقيل للأحنف: إنك كبير، والصوم يضعفك. قال: إني أعده لسفر طويل. وقيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع أصبعه على

(1) تاريخ ابن عساكر 215 ب.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»