سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٩٠
نشاشة (1) لا يجف ترابها، ولا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج، وطرف في فلاة، لا يأتينا شئ إلا في مثل مرئ (2) النعامة، فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا، وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا، وكبر قفيزنا، ومر لنا بنهر نستعذب منه. فقال عمر: عجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد. قال فما زلت أسمعها بعد. وفي رواية: في مثل حلقوم النعامة (3).
قال خليفة (4): توجه ابن عامر (5) إلى خراسان، وعلى مقدمته الأحنف، فلقي أهل هراة فهزمهم، فافتتح ابن عامر أبرشهر (6) صلحا - ويقال عنوة - وبعث الأحنف في أربعة آلاف، فتجمعوا له مع طوقان شاه، فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الله المشركين.
قال ابن سيرين: كان الأحنف يحمل، ويقول:
إن على كل رئيس حقا * أن يخضب القناة أو تندقا (7)

(١) سبخة: ذات نز وملح. ويقال: بئر زعقة إذا كان ماؤها مرا غليظا. ونشاشة: نزازة، لان السبخة ينز ماؤها فينش ويعود ملحا. اه‍ تاج.
(٢) في الأصل: (سرى) وهو تصحيف، وما أثبتناه من النهاية لابن الأثير وفيه: المرئ:
مجرى الطعام، وإنما خص النعام لدقة عنقه.
(3) انظر الخبر في الطبري 4 / 75 وتاريخ ابن عساكر 8 / 214 آ، والفائق للزمخشري 1 / 345.
(4) في تاريخه ص 164.
(5) هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموي الذي افتتح فارس وخراسان وكابل، وهو ابن خال عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال فيه أمير المؤمنين علي: ابن عامر سيد فتيان قريش.
تقدمت ترجمته في الجزء الثالث.
(6) هي نيسابور، ذكرها البحتري في قصيدته التي يرثي بها طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين:
فلله قبر في خراسان أدركت * نواحيه أقطار العلى والماثر مقيم بأدنى أبر شهر وطوله * على قصو آفاق البلاد الظواهر (7) تاريخ خليفة 165 وزاد الطبري 4 / 169:
إن لنا شيخا بها ملقى * سيف أبي حفص الذي تبقى
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»