سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٥٧٠
موسى بن عبد القادر، أنبأنا سعيد بن البناء، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة، يسند ظهره إليها، فلما كثر الناس، قال: " ابنوا لي منبرا له عتبتان " فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها، فاحتضنها فسكنت.
وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
هذا حديث حسن غريب (1)، ما وقع لي من رواية الحسن أعلى منه سوى حديث آخر سأسوقه:
أخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني، أنبأنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب، أنبأنا الأرموي ومحمد الطرائفي، وأبو غالب بن الداية، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا الحسن في هذه الآية: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)

(1) رجاله ثقات، لكن مباركا عنعن. وأخرجه أحمد في المسند 3 / 226 من طريق هاشم عن المبارك عن الحسن. وحنين الجذع ثابت عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها حديث جابر عند البخاري 2 / 323، والنسائي 3 / 102، وحديث ابن عمر عند البخاري 6 / 331 و 332، والترمذي (505).
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 ... » »»