سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٨
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس.
ولم يبارك في عمره. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين. كأهل المدينة قاموا (1) لله، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري (2)، ونافع بن الأزرق (3)، وطواف بن معلى السدوسي (4)، وابن الزبير بمكة (5).
ابن عون: عن ابن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، أنه ذكر أبا بكر [الصديق] فقال: أصبتم اسمه، ثم قال: عمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، ابن عفان ذو النورين، قتل مظلوما، معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة، والسفاح، وسلام ومنصور وجابر، والمهدي، والأمين، وأمير العصب (6) كلهم من بني كعب بن لؤي، كلهم صالح، لا يوجد مثله.
تابعه هشام بن حسان (7).
وروى يعلى بن عطاء، عن عمه، قال: كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد إلى ابن الزبير، فسمعته يقول له: إني أجد في الكتب: إنك

(١) انظر ص ٣٦ تعليق (٢).
(٢) انظر خبر خروجه في: تاريخ الطبري ٥ / ٣١٣ وتاريخ ابن الأثير ٣ / ٥١٨ وتاريخ الاسلام ٢ / ٣٥٩.
(٣) انظر خبر خروجه الطبري ٥ / ٥٦٥ و ٦١٣، وابن الأثير ٤ / ١٤٣ و ١٦٥ و ١٩٤، وتاريخ الاسلام ٢ / ٣٦٠.
(٤) في الأصل: " معل " وهو تصحيف وما أثبتناه من تاريخ خليفة وتاريخ الاسلام ويقال له:
طواف بن غلاق. انظر خبر خروجه تاريخ خليفة ٢٥٩ وابن الأثير ٣ / ٥١٦ وتاريخ الاسلام ٢ / ٣٦٠.
(٥) انظر خبر خروجه تاريخ خليفة ٢٥١ وما بعدها، وابن الأثير ٤ / ١٢٩، وتاريخ الاسلام ٢ / ٣٦٠ وما بعدها، والبداية والنهاية ٨ / 224 و 238.
(6) في الأصل " الغضب " وهو تصحيف، والتصويب من تهذيب اللغة 2 / 47 للأزهري.
(7) الخبر في تاريخ الاسلام 3 / 91 وقد قال المؤلف في نهايته ما نصه: " روى نحوه محمد ابن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه، عن أبي سامة، عن الثوري، عن هشام بن حسان، ثنا محمد بن سيرين. وله طريق آخر ولم يرفعه أحد " ا ه‍.
وأورده المؤلف في ترجمة عثمان بن عفان 2 / 147 إلى قوله: ".. قتل مظلوما. " وهو الصواب لان عبد الله بن عمرو راوي الخبر لم يدرك السفاح وما بعده. وأورد فيه أيضا 2 / 143 خبرا بنحوه وبأخصر منه من طريق الجريري،، عن عبد الله بن شقيق، عن الأقرع مؤذن عمر أن عمر دعا الأسقف، فقال: هل تجدونا في كتبكم؟ قال: نجد صفتكم وأعمالكم، ولا نجد أسماءكم، قال:
كيف تجدني؟ قال: قرن من حديد، قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمير شديد، قال عمر: الله أكبر، قال: فالذي بعدي؟ قال: رجل صالح يؤثر أقرباءه، قال: يرحم الله ابن عفان فالذي بعده؟
قال: صدع - وكان حماد بن سلمة يقول: صدأ - من حديد، فقال عمر: وا دفراه وا دفراه، قال: مهلا يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء. ورجاله ثقات إلا أنه منكر.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»