سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٧
أخرجه الإسماعيلي في مسند عمر. محمد بن محصن، هو العكاشي تالف (1).
أنبئت عن أبي المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: فمن الطبقة الأولى من التابعين سيد العباد، وعلم الأصفياء من الزهاد، أويس بن عامر القرني، بشرا لنبي صلى الله عليه وسلم به وأوصى به، إلى أن قال في الترجمة: ورواه الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابع عليها. وما رواه أحد سوى مخلد بن يزيد، عن نوفل بن عبد الله عنه. ومن ألفاظه: فقالوا يا رسول الله، وما أويس؟ قال: " أشهل، ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه على صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكي على نفسه، ذ وطمرين، لا يؤبه له، يتزر بإزار صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في السماء، لو أقسم على الله لابره، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد:
ادخلوا الجنة، ويقال لأويس: قف فاشفع، فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر. يا عمرو يا علي إذا رأيتماه، فاطلبا إليه يستغفر لكما، يغفر الله لكما ".
فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه. فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها [عمر]، قام على أبي قبيس فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير فقال: إنا لا ندري من أويس، ولكن ابن أخ لي [يقال له أويس] وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون [أمرا من أن نرفعه إليك و] إنه ليرعى إبلنا بأراك عرفات

(1) هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم ينسب إلى جده محصن فيقال: محمد بن محصن قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: كذاب. وقال الدارقطني: يضع الحديث. اه‍ " الميزان " للمؤلف 3 / 476 و 4 / 25.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»