سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٧٦
وعن ثابت البناني، قال: كان عمرو على مصر، فثقل، فقال لصاحب شرطته: أدخل وجوه أصحابك، فلما دخلوا، نظر إليهم وقال: ها قد بلغت هذه الحال، ردوها عني، فقالوا: مثلك أيها الأمير يقول هذا؟ هذا أمر الله الذي لا مرد له. قال: قد عرفت، ولكن أحببت أن تتعظوا، لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها حتى مات (1).
روح: حدثنا عوف (2)، عن الحسن قال: بلغني أن عمرو بن العاص دعا حرسه عند الموت، فقال: امنعوني من الموت. قالوا: ما كنا نحسبك تكلم بهذا. قال: قد قلتها، وإني لاعلم ذلك، ولان أكون لم أتخذ منكم رجلا قط يمنعني من الموت أحب ألي من كذا وكذا، فيا ويح ابن أبي طالب إذ يقول: حدس امرءا أجله. ثم قال: اللهم لا برئ فأعتذر، ولا عزيز فأنتصر، وإن لا تدركني منك رحمة، أكن من الهالكين (3).
إسرائيل: عن عبد الله بن المختار، عن معاوية بن قرة، حدثني أبو حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن عمرو، أن أباه أوصاه: إذا مت، فاغسلني غسلة بالماء، ثم جففني في ثوب، ثم اغسلني الثانية بماء قراح، ثم جففني، ثم اغسلني (الثالثة) بماء فيه كافور، ثم جففني وألبسني الثياب، وزر علي، فإني مخاصم. ثم إذا أنت حملتني على السرير، فامش بي مشيا بين المشيتين، وكن خلف الجنازة، فإن مقدمها للملائكة، وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتني في القبر، فسن (4) علي التراب سنا.
ثم قال: اللهم إنك أمرتنا فأضعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا برئ فأعتذر، ولا

(1) " ابن عساكر " 13 / 269 / آ.
(2) هو عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري، وقد تحرف في المطبوع إلى " عون ".
(3) " طبقات ابن سعد " 4 / 259، 260، و " ابن عساكر " 13 / 269.
سن بالسين المهملة: أي: صب، ويروى شن بالشين المعجمة وهما بمعنى.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»