سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
الامام الحبر العابد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن. وقيل: أبو نصير القرشي السهمي.
وأمه هي رائطة بنت الحجاج بن منبه السهمية، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها.
وقد أسلم قبل أبيه فيما بلغنا، ويقال: كان اسمه العاص، فلما أسلم غيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله (1).
وله مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما.
يبلغ ما أسند سبع مئة حديث (2) اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين.
وكتب الكثير بإذن النبي صلى الله عليه وسلم، وترخيصه له في الكتابة بعد كراهيته للصحابة أن كتبوا عنه سوى القرآن (3) وسوغ ذلك صلى الله عليه وسلم. ثم انعقد الاجماع بعد اختلاف الصحابة رضي الله عنهم على الجواز والاستحباب لتقييد العلم بالكتابة.

(١) " ابن عساكر ": ٢٠٥ و ٢١٨.
(٢) عدد أحاديثه في " مسند أحمد " (٦٢٦). انظر " المسند " ٢ / ١٥٨، ٢٢٦.
(٣) وذلك فيما أخرجه أحمد ١ / ١٧١، ومسلم في " صحيحه " (٣٠٠٤) في الزهد والرقائق: باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن، فليمحه " وقد أعله البخاري وغيره، وقالوا:
الصواب وقفه على أبي سعيد، انظر " الفتح " 1 / 185.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»