سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٧٨
حرملة المخزومية، وقد مضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ابنا العاص مؤمنان " (1).
قال ابن سعد: كان هشام قديم الاسلام بمكة، وهاجر إلى الحبشة، ثم رد إلى مكة إذ بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر ليلحق به، فحبسه قومه بمكة.
ثم قدم بعد الخندق مهاجرا وشهد ما بعدها. وكان عمرو أكبر منه. لم يعقب (2).
عمرو بن حكام: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن حزم، عن عمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ابنا العاص مؤمنان " (3).
القعنبي: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، (عنه عمرو بن شعيب، عن أبيه)، عن ابني العاص، قالا: ما جلسنا مجلسا كنا به أشد اغتباطا من مجلس، جئنا يوما، فإذا أناس عند الحجر يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجر يسمع كلامهم، فخرج علينا مغضبا، فقال: " أي قوم! بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتاب بعضه ببعض " (4).

(١) صحيح. وقد تقدم تخريجه في الصفحة (٥٦) ت (١).
(٢) " طبقات ابن سعد " ٤ / ١٩١، وانظر " أسد الغابة " ٥ / ٤٠١، ٤٠٢.
(٣) أخرجه ابن سعد: ٤ / ١٩٢، وعمرو بن حكام ضعيف، وباقي رجاله ثقات، وله شاهد يتقوى به، وقد تقدم في الصفحة (٦٤).
(٤) أخرجه ابن سعد ٤ / ١٩٢، وما بين الحاصرتين منه، وتمامه " إن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، ولكن يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه، فاعملوا به، وما تشابه عليكم فآمنوا به " وسنده حسن، وابنا العاص هنا عبد الله وأخوه كما جاء مصرحا بذلك في رواية " المسند " ٢ / ١٨١ من طريق أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حجرة، إذ ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه يرميهم بالتراب، ويقول: " مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا، بل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه، فاعملوا به، وما جهلتم، فردوه إلى عالمه " وهذا سند حسن، وأخو عبد الله ابن عمرو: الظاهر أنه محمد بن عمرو بن العاص، وهو من صغار الصحابة مترجم في " الاستيعاب ": 3 / 345، 346. و " الإصابة " 3 / 381.
وأخرجه أحمد 2 / 195، 196، وابن ماجة (85) من طريقين عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وأخرجه أحمد 2 / 196 من طريق حماد بن سلمة عن حميد ومطر الوراق، وداود بن أبي هند، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده،.. وفيه:
أنهم كانوا يتنازعون في القدر، وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (20367) من طريق معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»