سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٧٣
الواقدي: حدثني مفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حبيب.
وحدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون قالا: لما صار الامر في يد معاوية، استكثر مصر طعمة لعمرو ما عاش، ورأى عمرو أن الامر كله قد صلح به وبتدبيره، وظن أن معاوية سيزيده الشام، فلم يفعل، فتنكر له عمرو. فاختلفا وتغالظا، فأصلح بينهما معاوية بن حديج، وكتب بينهما كتاب بأن: لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وأشهد عليهما شهودا، وسار عمرو إلى مصر سنة تسع وثلاثين، فمكث نحو ثلاث سنين، ومات (1).
المدائني: عن جويرية بن أسماء، أن عمرو بن العاص قال لابن عباس: يا بني هاشم، لقد تقلدتم يقتل عثمان فرم الإماء العوارك، أطعتم فساق العراق في عيبه، وأجزرتموه مراق أهل مصر، وآويتم قتلته. فقال ابن عباس: إنما تكلم لمعاوية، إنما تكلم عن رأيك، وإن أحق الناس أن لا يتكلم في أمر عثمان لأنتما، أما أنت يا معاوية، فزينت له ما كان يصنع، حتى إذا حصر طلب نصرك، فأبطأت (عنه، وأحببت قتله)، وتربصت به، وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه المدينة، وهربت إلى فلسطين تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة علي أن لحقت بمعاوية، فبعث دينك بمصر. فقال معاوية: حسبك، عرضني لك عمرو، وعرض نفسه (2).
قال محمد بن سلام الجمحي: كان عمر إذا رأى من يتلجلج في كلامه، قال: هذا خالقه خالق عمرو بن العاص (3).
مجالد: عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر: صحبت عمر فما رأيت

(1) " طبقات ابن سعد " 4 / 258 وهو عند ابن عساكر: 13 / 262 / ب.
(2) " ابن عساكر ": 13 / 263 / ب، والزيادة منه. والقرم: شدة الشهوة، والعوارك:
الحيض، وأجزرتموه: جعلتموه جزر سيوفهم فذبحوه، ومراق أهل مصر: فساقهم.
(3) تقدم ص 57.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»