سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٨٧
سلام. وقيل: إذنه في القيام بها أي يكرر على الماضي لا أن يقرأ بها في تهجده.
كامل بن طلحة: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل (1).
يحيى بن أيوب، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا عند رسول الله نكتب ما يقول (2).
هذا حديث حسن غريب رواه سعيد (3) بن عفير عنه.
وهو دال على أن الصحابة كتبوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض أقواله، وهذا علي رضي الله عنه، كتب عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في صحيفة صغيرة، قرنها بسيفه (4) وقال عليه السلام: " اكتبوا لأبي شاه ". وكتبوا عنه كتاب

(١) أخرجه ابن عساكر: ٢٣٠ من طريق أبي يعلى بهذا الاسناد.
(٢) رجاله ثقات. سعيد بن عفير: هو سعيد بن كثير بن عفير المصري، ويحيى بن أيوب هو الغافقي، وأبو قبيل: هو حي بن هانئ المعافري المصري، وقد تحرف في المطبوع من " التقريب " إلى البصري، فقلده محقق " تاريخ دمشق " فكتبه كذلك. وأخرجه أبو زرعة في " تاريخ دمشق ":
١٥١٤ بهذا الاسناد، واقتبسه ابن عساكر: ٢٣٠.
(٣) تحرف في المطبوع إلى " سعد ".
(٤) أخرج البخاري: ١٢ / ٢١٧ في الديات: باب العاقلة، وباب لا يقتل مسلم بكافر، وفي العلم: باب كتابة العلم، وفي الجهاد: باب فكاك الأسير، من طريق الشعبي قال: سمعت أبا جحيفة، قال: سألت عليا رضي الله عنه: هل عندكم شئ ما ليس في القرآن؟ وقال مرة: ما ليس عند الناس؟ فقال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه، وما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: " العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر ". وللبخاري: 4 / 73، ومسلم (1370) من طريق يزيد التيمي عن علي:
قال: ما عندنا شئ نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، فإذا فيها: " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ".
ولمسلم (1978) (45) عن أبي الطفيل عن علي: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا، وأخرج صحيفة مكتوب فيها: " لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا ".
وللنسائي: 8 / 24 من طريق الأشتر وغيره عن علي " فإذا فيها المؤمنون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده " وسنده حسن كما قال الحافظ في " الفتح " 12 / 231.
ولأحمد 1 / 100، 102، 110، من طريق طارق بن شهاب " فيها فرائض الصدقة ".
ولمسلم (1370) " فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات ".
قال الحافظ في " الفتح " 1 / 182: والجمع بين هذه الأحاديث أن الصحيفة كانت واحدة، وكان جميع ذلك مكتوبا فيها، فنقل كل واحد من الرواة عنه ما حفظه.
وحديث أبي شاه أخرجه البخاري: 1 / 183، 184 في العلم وفي اللقطة: باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، وفي الديات: باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، ومسلم (1355) في الحج: باب تحريم مكة، وأحمد رقم (7241)، وأبو داود (2017) والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " رقم (314) من حديث أبي هريرة، وفيه قال الوليد بن مسلم: قلت للأوزاعي: ما قوله: " اكتبوا لأبي شاه؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو شاه رجل من أهل اليمن.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»